حقوق المثليين وحقوق الإنسان – صبغ القومية المثلية باللون الوردي (Pinkwashing Homonationalism)

كتب @luna.hasani:

بقلم مايا مكداشي

ترجمة لونا الحسني

من الصعب معرفة إن كان علينا الضحك أم البكاء على خبر إظهار الولايات المتحدة كأنها المدافع العالمي عن حقوق المثليين[i]. لا يعزى هذا الالتباس إلى سجل الولايات المتحدة بما يتعلق بحقوق المثليين، بل إلى ما هو أكثر أهمية، أي دورها كقوة استعمارية أولى في العالم اليوم. ومع ذلك، في حين اعترفت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أن الولايات المتحدة تمتلك سجلاً ذا عيوب بما يتعلق بالدفاع عن حقوق المثليين وتشريعها محلياً، إلا أن ما أثار الفضول هو صمتها حول الأسباب والكيفية التي تقوم من خلالها الولايات المتحدة بمراقبة وتنظيم حقوق المثليين عالمياً. هل للجيش الأمريكي أن يقوم مثلاً على “فرض” حقوق المثليين العراقيين أو المثليين الأفغان؟ هل للولايات المتحدة أن تفرض عقوبات على الحكومات غير الودودة تجاه المثليين؟ هل لوزيرة الخارجية كلينتون أن ترحب بتدخل “المجتمع الدولي” جراء حقيقة أن الناس يحرمون من حقهم في العيش مع عائلاتهم بسبب قانون الهجرة، الذي يمنح حق الإقامة بناء على أعضاء الزوجين التناسلية؟ ماذا تعني كلينتون بالضبط عندما تقول أن العالم أجمع يجب أن يعترف “بحقوق المثليين” وكأنها “حقوق إنسان”؟

في مقر الأمم المتحدة قدمت هيلاري كلينتون نبذة تاريخية سريعة عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كانت محقة عندما ذكرت أن الوثيقة جاءت جزئياً كرد على فظائع المحرقة اليهودية والحرب العالمية الثانية. كما كتبت حنة أرنت[ii]، أن العجلة التي وضع بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تشير إلى فكرة قائلة بأنه إن كنت مواطناً لا يعني ذلك بالضرورة أن تكون إنساناً. على مدى قرون، تمت بلا هوادة إبادة واستعباد أولئك الذين لم يتم اعتبارهم قادرين أو جاهزين للسياسة والحضارة. مع ظهور الدولة القومية والقومية الأوروبية-الأمريكية تم تقسيم العالم إلى طبقات ما بين مواطنين (بمختلف طبقاتهم) وغير مواطنين (بمختلف طبقاتهم). المواطنين كان لهم حقوق، أما غير المواطنين ­­فلم يمتلكوا حقوقاً حتى أثبتوا حسب المنطق التنويري المروع أنهم “جاهزون”. نتيجة الخلط بين الحقوق والمواطنة في الفترة الحديثة – وخاصة في الدول الشمولية – أصبح الأفراد الذين تم نزع المواطنة عنهم، كاليهود في ألمانيا سابقاً، محجوزين في وجود خارج القانون، خارج النظام، وكامتدادٍ خارج الإنسانية. لكن درس حنة أرنت الحقيقي ليس ­­حول انتصار تشريع حقوق الإنسان، بل في تحذيرها البصير أن الإنتاج القانوني لحقوق الإنسان والذي يسبق إنتاج المواطن لا يكون إلا عبر قدرة الدولة المتزايدة على تشريع الحياة وتحديد متى، كيف، وإلى أي درجة يمكن انهيار قطبي “حقوق الإنسان” و “العدالة السياسية”[iii] وإلى أي درجة يمكن المباعدة بينهما.

في خطابها قامت وزيرة الخارجية كلينتون، وقد يكون عن غير علم، بإعادة إنتاج هذا الاغتراب أو التباعد التوليدي بين الحقوق السياسية وحقوق الإنسان. لقد أكدت أن المثليين في كل مكان لهم نفس الحقوق بأن يحبوا وأن يقيموا علاقات جنسية مع أي كان من يختارونه كشريك لهم، وأن يقوموا بذلك بأمان. من خلال تصريحها هذا، قامت بتكرار أحد الركائز الأساسية لما تطلق عليه جاسبر بوار[iv] القومية المثلية: الفكرة القائلة بأن المثليين حول العالم يختبرون، يمارسون، وتحفزهم الرغبات نفسها، وأن سياساتهم ترتكز على فهم يربط 1) توجيه حبهم ورغباتهم في هوية مستقرة و 2) يربط تلك الهوية المستقرة في ركائز يتحدث من خلالها الفرد ويقوم بتصريحات سياسية. وزيرة الخارجية كلينتون افترضت أن المثليين في كل مكان، سواء بيض أو سود، ذكوراً أو إناثاً، أو متحولين جنسياً، جنوداً أو مدنيين، أغنياء أو فقراء، فلسطينيين أو إسرائيليين، يمكن فهمهم من خلال إطار الحريات نفسه. ولكن محتوى ما تسميه “حقوق المثليين” هو محتوى مطلع على تجارب وتاريخ المثليين في الولايات المتحدة (وبالتحديد الذكر الأبيض المثلي)، وبالتالي فإن هناك تأكيد على الرؤية وسياسات الهوية وحذف للمعاناة الطبقية والسياسية التي تشكل حياة الأغلبية من الغيريين[v] والمثليين في العالم الثالث. إذاً من خلال فصلها عن المحلي، تسافر “حقوق المثليين” عالمياً ليس فقط كحاملة لمعايير القومية المثلية، بل أيضاً كحاملة للطرق النيوليبرالية التي تقوم على إنتاج السياسات والأفراد على نطاق أوسع.

بالطبع، مثلما قالت كلينتون، المثلية الجنسية ليست مصدرة من “الغرب”. المثلية الجنسية ليست مثل كوكاكولا أو تشيريوز. هي ليست مشتتة، بمعنى أن يكون لها نقطة أصل ثابتة تنتشر منها خلال بقية العالم، حتى لو كان صحيحاً أن تعريف المثلية الجنسية اليوم هو تاريخي ويظهر في ذروته ضمن الانتقال من حقبة الحقوق المدنية، خلال مناطق الإيدز القاتلة، إلى حقبة سياسات الهوية المتحررة في الولايات المتحدة. كذلك، فإن الأفراد غير الغربيين الذين يعرفون أنفسهم كمثليين جنسيين من خلال خطاب القومية المثلية أو من خلال استهلاك منتجات قومية مثلية ليسوا بطريقة ما “زائفين”. إنهم دلالة على الواقع الذي نعيشه ضمن عالم متصل باستمرار من خلال حركة الناس ورأس المال والمعلومات، متصل ومع ذلك فهو مقسم عبر حدود الطبقات الاجتماعية والسياسات. نحن نعيش في عالم حقوق وفي عالم أصبح فيه جسد المرأة و/أو جسد المثلي (ولكن أبداً ليس جسد الذكر الغيري) ملاذاً سياسياً. قصة النجاح هذه لم تبدأ مع القومية المثلية، التي تشكل واحدة من آخر محطاتها. القومية المثلية ليست هدفاً تآمرياً لمنظمات المثليين العالمية وخطابهم، أو ما يطلق عليه “Gay International”، بل هي مجرد جانب واحد في إعادة صنع العالم طبقاً للمنطق النيوليبرالي الذي لا يحافظ فقط على توازن القوى بين الدول، بل أيضاً ضمنها. في الحقيقة، القومية المثلية تنتج معايير مثلية بنفس الطريقة التي يتم من خلالها تشكيل الغيرية الجنسية باستمرار وتنظيمها عالمياً، من خلال تدخلات منظمات حقوق الإنسان، التمويل العالمي وهيئات الأبحاث، وسياسات الدول المحلية والعالمية. وهكذا فإن البنك الدولي، وبرنامج الأمم المتحدة للتطوير UNDP، ومنظمة حقوق الإنسان، ووزارة الخارجية الأمريكية يشرعون الأشكال المثالية للغيرية الجنسية من خلال ترويج سن الرشد للبالغين، شركاء متعلمين وموظفين ومنتجين (موالدين)، الحب والخيار، والزواج من غير الأقارب والزواج غير التقليدي الذي يقلد نموذج السلوك الاجتماعي “للغريب” إلى حد كبير. ضمن إطار نيوليبرالي كل ذلك لا يعد تدخلات سياسية بل مجرد توصيات للسياسات. خطاب كلينتون يصب في هذا المشروع من خلال عزل “حقوق المثليين” كحقوق هوياتية، عن “العدالة السياسية” والتي هي مشاركة مستمرة في إعادة تشكيل القوى، وقواعد الحياة التي تجيزها. العمل ضمن إطار العدالة السياسية يوحي بالقبول بلعب دور المحرض السياسي، القبول بالعمل في فضاءات لم ولن تعمل بها حقوق الإنسان لأسباب انضباطية وسياسية. إنها تعني العمل علماً بأنك لن تحقق أهدافك أبداً، ولكنك ستلعب دوراً في دفع قضية العدل إلى الأمام حتى ولو، في تعريفه، العدل لا يمكن تحقيقه أبداً لأنه يتحرك باستمرار. إنه يعتمد على موضع الشخص مع الأخذ بعين الاعتبار ظروفه المحيطة سواء اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية[vi]. كما وضحت آرنت ذات مرة، النشاط السياسي يدعوك لتعمل مع العلم بأنك ستفشل، ولكنك “تهتم” كفاية فتعمل بالرغم من دلائل الفشل الوشيك.

لنأخذ قضية فلسطين كمثال والتي تم تسليط الضوء عليها من قبل الناشطين والأكاديميين بأنها تتعرض لحملة صبغ باللون الوردي (Pinkwashing) من قبل الحكومة الإسرائيلية. التركيز هنا على “حقوق المثليين” و “حقوق المرأة” بدلاً من “العدالة السياسية” في الحقيقة يماثل التمييز الاستعماري من قبل الانتداب البريطاني بين شعبين، شعب يهودي الذي يمتلك حق الأرض، وشعب غير يهودي (لم يتم استخدام كلمة فلسطيني) الذي سيتمتع بحقوق مدنية كاملة. في الانتداب البريطاني على فلسطين، لم يكن هناك ذكر لحقوق غير اليهوديين السياسية، وهذا الإغفال ندرك متأخراً بأنه محاولة مستمرة لنفي حق سكان فلسطين الأصليين في تحديد مصيرهم، بينما يعدهم بأن ممارستهم للشؤون الحياتية (بانفصال عن السياسة) ستستمر من دون تمييز. التعهد للفلسطينيين بضمان “حقوق المثليين” يأخذ اليوم المنحى التالي: الولايات المتحدة ستحمي حقك بألا تعتقل لكونك مثلي، ولكنها لن تحميك ضد الاعتقال لكونك فلسطيني. لأنك مثلي، لك الحق بأن تحب وتقيم علاقات جنسية مع الشخص الذي تختاره بأمان ومن دون تمييز، ولكن ليس لديك الحق بأن تتحرر من الاحتلال، أو أن تتحرر من الاضطهاد الذي تسببه معتقداتك السياسية، وأفعالك وانتماءاتك. طالما أن الثقافة العربية الإسلامية وتجلياتها من خلال القانون الفلسطيني هي التي تضطهدك فنحن هنا من أجلك. أما إن كنت مضطهداً بسبب السياسات الإسرائيلية الاستعمارية فأنت لوحدك. طالما أن توجهاتك السياسية تقتصر على ميولك الجنسية، وطالما أنك تتحدث كأقلية مثلية بلغة الحقوق التي نفهمها نحن (لأننا نحن من وضعها) فنحن هنا من أجلك. يميل الواحد منا إلى الادعاء بأن هذا الإنتاج لإطار ضيق واختزالي يصبح من خلاله المثليين واضحين سياسياً هو نوع من الممارسات الهوموفوبية.

العديد من النقاد التقدميين لا يدركون أن عملية الصبغ باللون الوردي، وهي العملية التي تروج من خلالها الحكومة الإسرائيلية لنفسها بأنها الملاذ الآمن للفلسطينيين المثليين هرباً من “ثقافتهم”، ليست تعنى في المقام الأول بحقوق المثليين أو المثلية الجنسية. عملية الصبغ باللون الوردي منطقية فقط كاستراتيجية سياسية ضمن خطاب في الإسلاموفوبيا والأرابوفوبيا[vii]، وهي جزء من مشروع أكبر يهدف إلى إرساء كل السياسات ضمن محور الهويات، ومجموعات هوياتية (يمكن تعريفها). هكذا، فإن نقاد ال Pinkwashing الذين يفترضون صداقة حميمية عالمية بين المثليين يكررون ركيزة أساسية من القومية المثلية: المثليين يجب أن يتضامنوا ويتعاطفوا مع بعضهم لأنهم مثليون. كتبت سارة شلمان مؤخراً في جريدة النيويورك تايمز عن أخطار “استمالة المثليين البيض من قبل القوى السياسية المعادية للهجرة والمعادية للمسلمين في أوروبا الغربية وإسرائيل”. يجب أن نتساءل عن سبب الاعتقاد دائماً بأن المثليين البيض تتم استمالتهم من قبل هذه القوى، بدلاً من أن يكونوا منتجين فاعلين ومشاركين طوعيين في العنصرية، الزينوفوبيا[viii] والإسلاموفوبيا. إن كنا قد تعلمنا شيئاً من الناشطين المثليين في فلسطين هو أنه ليس كل المثليين حلفاء أو حلفاء محتملين. الجندي الإسرائيلي المثلي يشكل عدواً وهدفاً للسياسات المعارضة للاحتلال، تماماً مثل الصهيوني المثلي في الولايات المتحدة الذي يشكل عدواً للقضية الفلسطينية وقضية المثليين الفلسطينيين لأنها متجذرة ضمن القضية الفلسطينية القومية. فكرة أن المثليين الأوروبيين والأمريكيين يجب مناشدتهم على أساس ميولهم الجنسية من قبل من يشاركونهم الميول نفسها هي فكرة تساهم في عزل الميول الجنسية عن السياسة، وعزل الفلسطينيين المثليين عن الفلسطينيين الغيريين وعن مجتمعاتهم. كما أنها تقود إلى وتعيد إنتاج جدال قومي مثلي يدعي أن المثليين الأوروبيين والأمريكيين على الأرجح سيستجيبون عندما تتم مخاطبتهم من قبل شخص مثلي، من السكان الأصليين، الذي يتحدث عن القضية الفلسطينية بلغة حقوق المثليين المشتركة بينهم. علاوة على ذلك، فإن حجة شلمان مبنية على فكرة أن هناك شيء مختلف وفدائي في كون المرء مثلي، وفي حجتها هذه تعتمد على الندوب المؤثرة الناتجة عن تجربة الهوموفوبيا ذات الطابع العالمي. لكن الهوموفوبيا ليست شيئاً واحداً، ولا يتم اختبارها بالطريقة نفسها أو إلى الدرجة نفسها من قبل المثليين حول العالم (لأن المثليين حول العالم ليسوا شيئاً وحيداً متماثلاً). إضافة إلى ذلك، فإن الهوموفوبيا قد تكون تجربة أقل تعريفاً من، على سبيل المثال، العنصرية التي يختبرها المثلي الأمريكي الإفريقي أو المثلي السوري الذي يحتج ضد استبداد السلطة وإعادة هيكلة السوق النيوليبرالية. في الحقيقة، إن كانت تجربة الهوموفوبيا هي تجربة التمييز الأساسية ضد الفرد في حياته فهذا دليل على كونه محظوظ وجودياً. عند أغلبية شعوب العالم، إن أعدنا صياغة إدوارد سعيد عن الثقافة، فإن الاضطهاد طباقي[ix]. إنه يتحرك في جميع الاتجاهات، يتكيف، ويشكل أرضية تربط بين أشكال الظلم المختلفة.

واحدة من الدروس المدهشة التي يمكن أن نتعلمها من النقاشات الناشئة حول ال Pinkwashing هي الدرجة التي أصبحت بها المثلية القومية مهيمنة. ناشطو كل من الحكومة الإسرائيلية وحركة ال Pinkwatching (وليس ال Pinkwashing) مضطرون أن يشاركوا في جوانب مختلفة من القومية المثلية كي يسمعهم الجمهور المعني نفسه: المثليين البيض الذين يمتلكون موارد سياسية واقتصادية. ناشطو الحركة المعادية لل Pinkwashing (أو ما يطلق عليه Pinkwatching) يعلموننا درساً قاسياً من خلال محاولتهم لمقاومة حركات إسرائيل في تحريك خطابات حقوق المثليين كي تبرر احتلالها العسكري الوحشي وسياساتها المستمرة في الاستيطان الاستعماري. الجماعات التي تحاول مواجهة ال Pinkwashing من خلال الانخراط بما يسمى ال Pinkwatching، مثل PQBDS، القوس، وPinkwatching Israel ، يحاولون نشر القومية المثلية بطريقة منظمة كي تشمل ضمنها مفاهيم عدالة سياسية واقتصادية لكل الفلسطينيين. إنهم يسيرون على حد خطير يفصل بين الوقائع اليومية للتمييز والاضطهاد ضد المثليين ومخاطر فصل ورفع ذلك التمييز تحديداً بعيداً عن أرضية الظلم المشترك الذي يشكل جزئياً معنى أن تكون فلسطينياً. إنهم يرونا أن لغة حقوق المثليين في العالم العربي تواجه حقيقتين: يجب علينا توظيفها من أجل التعويض عن اضطهاد حقيقي جداً وفوري جداً، ولكن باستخدامنا هذه اللغة فإنها تحشدنا داخل صراع حول تحويل أسئلة العدل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية إلى ادعاءات بالتمييز. هذا التمييز في دوره يمكن معالجته من قبل الدول القومية أو من خلال المجالس السياسية الدولية النشطة في قمع شعوبنا، عائلاتنا وأحبائنا، والأجزاء منا التي لم يتم الاستيلاء عليها من قبل نموذج المثلية. لا يمكننا أن “نختار” ألا نكون ما أصبحنا عليه، ولكن يجب علينا إدراك الكيفية التي يتم من خلالها تشكيلنا كهيئات تبحث عن وتتحدث بلغة الحريات النيوليبرالية، وكيف يرتبط هذا التشكيل بتاريخ من التغريب واللاتسييس. بكلمات أخرى، يجب أن نكون تكتيكيين ومشككين عندما تسعى هذه اللغة لتحتضننا، وعندما نجد أنفسنا كنشطاء وأكاديميين نهم باستخدامها. يجب أن نجد طرقاً نقدية نتمكن من خلالها العيش في هذا العالم القومي المثلي وأن نحاول دائماً أن نعمل ضمن الحد الرفيع والخطير والمزعج الفاصل بين الحقوق والعدالة.


[i] تم استخدام كلمة المثليين كترجمة لمصطلح LGBTQ خلال النص لعدم وجود مرادف حرفي له باللغة العربية. حيث أن هذا المصطلح عبارة عن اختصار ل Lesbian, Gay, Bisexual, Transgender, Queer.

[ii] حنة أرنت Hannah Arendt هي منظرة سياسية يهودية من أصل ألماني. لها كتابات في طبيعة القوة والشمولية والسلطة والديمقراطية المباشرة. توفيت عام 1975.

[iii] تجب التفرقة هنا بين حقوق الإنسان والحقوق السياسية. حقوق الإنسان هي حقوق عالمية تشمل حقوقاً أساسية للفرد مثل حق الحياة وحق التعليم. أما الحقوق السياسية فهي تضمن مشاركة الأفراد في الحياة السياسية من دون تمييز وتشمل حق التصويت وحق الدفاع عن النفس وحق التمثيل القانوني من دون تمييز وحق التظاهر والاعتراض. بما يتعلق بالنص، أن تضمن حقك كفلسطيني مثلي بالحب والزواج (حقوق إنسان) يختلف تماماً عن أن تطالب بحقك كفلسطيني في مقاومة الاضطهاد الإسرائيلي (عدالة سياسية).

[iv] جاسبر بوار Jasbir Puar من منظري نظرية الشذوذ Queer Theory في الولايات المتحدة.

[v] استخدمت كلمة الغيريين كترجمة لمصطلح Heterosexuals، والغيرية كترجمة ل Heterosexuality.

[vi] في النص الأصلي وردت هذه الجملة كالتالي “It is a positionality, not a position”.

[vii] عربت هاتين الكلمتين عن Islamophobia و Arabophobia، أي رهاب الإسلام ورهاب العرب.

[viii] الزينوفوبيا Xenophobia هو رهاب الأجانب.

[ix] طباقي ترجمت حرفياً عن Contrapuntal، وهو مصطلح مشتق من نظريات الموسيقى استخدمه إدوارد سعيد في كتابه الثقافة والإمبريالية. يرى إدوارد سعيد أن النصوص الأدبية مليئة بأيدولوجيات استعمارية وإمبريالية. لذلك فإن القراءة يجب أن تكون طباقية، أي يجب البحث عما لا يتم قوله بصراحة من أجل الكشف عن أي تضمينات استعمارية.

الرابط الأصلي للمقال: http://www.jadaliyya.com/pages/index/3560/gay-righ…

المنشورات: 1

المشاركون: 1

اقرأ كامل الموضوع